فى هذه التدوينة سوف اتحدث عن ثورة التطور والتحديث الذى شهدته شبكة المعلومات
الدولية فى الاعوام الماضية وحتى اليوم ، و اطلق عليها محللو المعلومات ويب 2.0 ، وبعضهم اعتبرها لفظة تسويقية اكثر
منها داله ، فماذا قصد بالويب 2.0 !؟ وهل تجاوزت الشبكة مرحلة 2.0 الى 3.0 او اى
تسمية اخرى بناء على التطور الحاصل الان !!
تم اطلاق لفظ ويب2.0 على شبكة الانترنت فى العام 2003 نتيجة للخدمات
المستحدثة المطبقة على المواقع والتطبيقات التى تعتمد على متصفح الانترنت وساهمت
واحدثت نقلة فى عالم المعلوماتية منذ ذلك الوقت وحتى الان واصبحت اساس لمذيد من
تطوير الشبكة فى المستقبل ، ونتيجة لذلك اتجهت الانظار الى تحويل شبكة المعلومات
لتكون نظام التشغيل الاشمل بعد النظام الحاسوبى والمعتمد فقط على متصفح الانترنت .
ولتوضيح مفهوم ويب 2.0 بصورة
اوسع لناخذ بعض الامثلة والخدمات والتى برزت بعد العام 2003 ولم يكن لها
وجود على الشبكة :
اولا : خدمات معالجة النصوص والجداول الالكترونية التى تقدمها بعض المواقع
وعلى راسها مايكروسوفتMSN والمختلفة تماما عن برامج معالجة النصوص التقليدية ، فما عليك الا
امتلاك حساب اوبريد الكترونى على outlookللاستفادة من الخدمة
من تحرير نصوص وجداول الكترونية وغيرها من البرامج ضمن حزمة مايكروسوفت اوفيس عن طريق متصفح
الانترنت وتخزينها على شبكة الانترنت وتستطيع الولوج اليها او استعادتها من اى مكان فى العالم ، دون التقيد بحاسبك المكتبى او
المحمول او فلاشة لحمل مستنداتك ، بالاضافة الى خدمة المستندات المصغرة من جوجل.
ثانيا : ثانى تلك الخدمات والتى ساهمت بصورة فاعلة فى تطور الشبكة
وانتشرت بصورة واسعة بعد العام 2003 ثورة مواقع التواصل الاجتماعى المعروفة واصبحت
ادمان للكثير من مستخدمى الانترنت ووفرت خدمات الدردشة والتواصل ، وطقت هذه الخدمة
على خدمات البريد الالكترونى كـــ AOL و yahoo والتى
كانت وسيلة التواصل المنتشرة على الشبكة ، بالاضافة للبرامج كالياهو مسنجر و اسكايب
و icq ، البعض اصبح فى غناء عنها على حاسبة و البعض الاخر لا يعرفها اصلا .
ثالثا : خدمات التخزين السحابى المقدمة من بعض المواقع اشهرها جوجل وخدمتها جوجل داريف وموقعى wuala و Dropbox تمنح هذه المواقع مساحات تخزينية للمستخدمين
مجانية او مدفوعة لحفظ ملفاتهم الشخصية عليها
او ملفات للمشاركة مع الاخرين ويمكن لمستخدمى هذه الخدمة استعادة ملفاتهم والوصول
اليها عند الحاجة من اى مكان فى العالم .
رابعا : رابع هذه الخدمات يختص بالبرامج مع ويب 2.0 اندثر تحديث التطبيقات والبرامج يدويا ففى
الماضى يشترى المستخدم برنامجا وبعد عام او اكثر يظهر تحديث جديد للبرامج نتيجة
لخلل امنى ما فى البرامج او ظهور هارويرد جديدة غير داعمة للبرنامج مما يجبر
المستخدم على شراء او تحميل النسخة الاحدث من موقع الشركة او نقاط البيع الداعمة كما هو معروف لمعاصرى البرامج والانترنت القداما
، اما النموذج السائد الان المستخدم
يستفيد من التطبيق او البرنامج المجانى او المدفوع مع التحديثات الدورية من الشركة
المنتجة دون الحوجة الى تغير النسخة الموجودة على حاسبة من البرنامج فيكفى فقط
اتصال بالانترنت فيتم الا مر تلقائيا دون ان تشعر وتنتبة مع بعض البرامج ودون
الحوجة للبحث وشراء نسخ واصدارات جديدة . وفى تدوينة اخرى سوف اتحدث عن السياسات
الجديدة للبرامج لكبرى الشركات المنتجة
للبرمجيات والمطبقة منذ العام 2015 وما
المغذى والهدف منها .
خامسا : خدمات الترجمة الفورية للمواقع المتاحة بكافة لغات العالم
بالاضافة الى ترجمة النصوص المقدمة من عدة مواقع
ابرزها جوجل بخدمتها جوجل ترانسليت ، وفرت هذه الخدمة عناء وجود برنامج
ترجمة على حاسبتك .
سادسا : خدمات الخرائط الالكترونية هذه الخدمة من ابرز الخدمات التى
اتيحت للمستخدم العادى ضمن ثورة التطوير للشبكة المعلوماتية حيث اتاحت هذه الخدمة للمستخدم
اخذ صور للكرة الارضية عن طريق الاقمار الاصطناعية قدمتها قائد ثورة ويب 2.0 شركة
جوجل ، جوجل ماب والمستحسن ان هذه الخدمة متاحة للبرمجين والمتطوريين بما يعرف بـ API فى عالم المعلوماتية لتطويرها وابتكار الجديد حسب الرغبة وانتجت تطبيقات مدهشة جدا ابتداء من تطبيقات الربوت والحاسوب وحتى تطبيقات الترفك ، والجى بى
اس سوفت وير ، والتاكسى السريع ، وتطبيق برج خليفة وغيرها للجوال المعتمدة على هذه الخدمة .
ساعدت هذه الخدمة المختصين فى الطبوغرافيا والجيلوجيا والملاحة والمهتمين بعلوم الارض .
سابعا : بالاضافة الى فلسفة ويب 2.0 الرامية الى جعل شبكة الانترنت
نظام التشغيل الاشمل ، ايضا هنالك فلسفة اخرى وهى ان دور المستخدم لايجب ان يتوقف
عند حدود الاستفادة من المعرفة المتاحة وتناقلها بل يتضمن المساهمة والمشاركة فى
صنعها لذلك اتاحة له البرامج والنظم مفتوحة المصدر تفاعل معها الكثير من المبرمجين
المتحمسين واصبحت تخطوا خطوات متسارعة جدا فى التطوير ، وخدمات الموسوعات اشهرها
موسوعة ويكبيديا المجانية والتى يشارك فى اعدادها الأف المتطوعيين حول العالم ، بالاضافة الى خدمات المدونات التى اتاحت الفرص للهواة
والمحترفين فى شتاء انحاء المعارف ان يدلى بمعارفة واضافة الجديد من
المعلومات لهذه الشبكة .
ثامنا : خدمات التجارة والتسويق الالكترونى فى مختلف المجالات تطورت
بشكل ملحوظ جدا عما كانت عليه وبرزت مواقع تقدم خدماتها ومنتجاتها للمستخدميين فى
جميع انحاء العالم بكل سهولة ويسر ، واصبحت البرمجيات التجارية اكثر تطورا ودهاء تدير المستخدم وليس العكس من خلال معطيات
المستخدمين انفسهم ، ولتوضيح هذه النقطة ساخذ مثال موقع امازون موجود على شبكة
الانترنت منذ العام 1996 او1997 اى قبل
ثورة ويب 2.0 بداء نشاطة كموقع بسيط لبيع الكتب الا انة مع ثورة التطور اصبحت
البرمجية اكثر تفاعل مع الجمهور اتاحة له التعليقات والنقد وابداء وجهة النظر على
المنتج وبناء عليها عند شراء منتج يتم عرض هذه التعليقات مع المنتج كدعايه مجانية
دون ان تروج امازون لمنتجاتها ، بالاضافة
الى القوائم الترشيحية التى توضح لك ان المستخدمين الذين اشترو هذا الكتاب اواى منتج اخر اشترو معه ايضا كتاب كذا او منتج كذا ، ذكاء البرمجية هو الذى يرغب فى الشراء وليس المنتج !! لذلك اصبح
الموقع والمنفذ الاول لبيع الكتب فى العالم . ايضا من البرمجيات التى
تستفيد وتتفاعل مع معطيات المستخدمين منصات البورصة بمختلف نشاطتها والاف المستخدمين يستخدمون هذه البرامج يوميا
بمختلف امزجتهم وتصوراتهم وتحليلاتهم وبناء عليه تحلل هذه المعطيات لتترجم وتنعكس على
اقتصاديات الدول والافراد بالربح او الخسارة او الازمات الاقتصادية .
تاسعا : العملة الالكترونية الموحدة بت كوين تم اطلاق هذه العملة ضمن
ثورة ويب 2.0 لتكون بديلا للعملات العالمية الاخرى وتحل محلها فى التعاملات على
الانترنت وتم تخصيص سيرفرات مخصصة لتعدين هذه العملة وبرامج متطورة جدا على هيئة
محافظ الكترونية جهة المستخدم ليحفظ بها امواله ، لاقت هذه العملة القبول الواسع واعتمدها
رسميا دول الاتحاد الاوربى واصبحت متداولة
ايضا خارج نطاق الانترنت فى شراء تزاكر قطارات الانفاق وغيرها لكنها لم تحل محل
العملات الاخرى للتدوال بالشكل الكامل على الانترنت حتى الان . لمعرفة معلومات اكثر راجع تدوينة بت كوين على هذه المدونة .
اخيرا منذ اللحظة التى بداء فيها محللو المعلومات باطلاق لفظ ويب 2.0
على شبكة الانترنت منذ 13 عاما بناء على المعطيات المستقبلية والتطور الحاصل وقتها
هل مازلنا فى ويب 2.0 ام تجاوزت الشبكة هذه المرحلة او اننا نعايشه الان وسوف يتم
تجاوزها فى الاعوام القادمة لتبرز تسمية اخرى وخدمات اخرى تغير مجرى هذه الشبكة وتصبح حقيقة نظام التشغيل الاشمل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليفك هنا